العناوين:

المفاوضات اليمنية السعودية تحركات امريكية تحسم الجدل وتكشف المصير المرتقب لهذه المفاوضات

الاتحاد برس متابعات :

المفاوضات اليمنية السعودية الولايات المتحدة الأمريكية تحسم الجدل وتكشف المصير المرتقب لهذه المفاوضات 


 


 


تسعى الولايات المتحدة جاهدة تجديد الصراع في اليمن، بعد أن نجحت في عرقلة عملية السلام التي كانت قد تمخضت عن تفاهمات حول اتفاق سلام وخارطة طريق لحلحلة الأزمة اليمنية، وذلك يعد امتداداً للمخطط الأمريكي لربط عملية السلام في اليمن بوقف الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء ضد إسرائيل وضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي ومؤخرا شملت هذه العمليات المحيط الهندي.


 


ومنذ بدء هجمات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، منتصف نوفمبر الماضي، حاولت الولايات المتحدة الضغط على صنعاء لوقف هجماتها، متخذة من عملية السلام في اليمن مادة للترغيب والترهيب، فتارة تهدد بنسف عملية السلام إذا لم تتوقف الهجمات، وتارة تصرح بأنها ستدعم التوصل إلى اتفاق سلام في حال أوقفت صنعاء هجماتها ضد إسرائيل وسفنها.


 


وخلال الأسبوع الماضي ظهرت بوادر تصعيد جديد من قبل أمريكا وحلفائها باستخدام الأطراف المحلية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا لما تم خلال سنوات من جهود السلام، التي تمخضت عن خارطة طريق أعلنت عنها الأمم المتحدة أواخر العام الماضي، وينذر بفصل جديد من التصعيد قد لا يقتصر مسرحه على الجغرافيا اليمنية، بل قد تمتد نيرانه إلى دول مجاورة، وهنا تصبح العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول مهمة أكثر تعقيدا، وفق ما يراه خبراء.


 


وحرصت الولايات المتحدة منذ بدء الهجمات في البحر الأحمر على محاولة تدويل الصراع، وتصوير هذه الهجمات التي كانت مقتصرة على السفن الإسرائيلية في إطار موقف صنعاء المناصر للشعب الفلسطيني في غزة، حرصت على تصوير هذه الهجمات كتهديد للملاحة الدولية، وذلك في مسعى منها لحشد تحالف دولي ضد صنعاء، وهو ما فشلت فيه، لكن تحركاتها في هذا الاتجاه لم تتوقف، رغم ما يحمله ذلك التوجه من خطورة اندلاع صراع إقليمي قد يكون الأوسع، وما يمثله اندلاع هذا الصراع من تهديد حقيقي للملاحة الدولية، ولإمدادات الطاقة الدولية من المنطقة.


 


وفي السياق، حذر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من خطورة جر الصراع في اليمن إلى نطاق أوسع، في ظل ما نشهده اليوم من وضع يتم فيه تدويل الصراعات بعد أن كانت وطنية أو محلية، مضيفاً أن الأزمة اليمنية تزداد تعقيداً مع تضاعف الصراعات الاقليمية في المنطقة.


 


وقال غروندبرغ، في مقابلة مع “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) : “نحن بحاجة إلى وساطة أوسع نطاقًا لتحديث نفسها والتوافق مع البيئة الجيوسياسية المعقدة، وما نشهده اليوم هو وضع يتم فيه تدويل الصرعات بشكل أكبر وتنجذب المناطق إلى صراعات ربما كانت في السابق محلية أو وطنية للغاية”.


 


وأضاف: “من الواضح أنه في هذه اللحظة بالذات، حيث يتضاعف عدد الصراعات وتزداد الانقسامات على المستوى العالمي عمقا، فإن القدرة على التوصل إلى الوحدة داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أصبحت أكثر تعقيدا. وهذا أيضًا جزء كبير من العمل الذي يقوم به الوسيط، والتأكد من أن الأدوات المتوفرة لديك فعالة قدر الإمكان”.


 


وتابع غروندبرغ: “هناك حاجة إلى وساطة أوسع نطاقًا لتحديث نفسها والتوافق مع البيئة الجيوسياسية المعقدة الحالية التي نواجهها. هناك الكثير من التفكير الجاري في العديد من المؤسسات الأكاديمية فيما يتعلق بكيفية التأكد من تحديث الوساطات الحالية نظرًا للتعقيد الذي نواجهه. الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه واضح هو أننا ننتقل إلى عالم متعدد الأقطاب حيث الصراعات اليوم ليست من نوع الصراع الذي رأيناه بالأمس”.


 


وفي توصيفه لما آلت إليه طبيعة الصراع في اليمن، أكد المبعوث الأممي أن ما يجري هو أبعد من أن يكون حربا بالوكالة، حيث قال: “نتحدث كثيرًا عن الحروب بالوكالة، لكن هذا، من وجهة نظري، تبسيط مبالغ فيه لما نراه. الأمر لا يتعلق بالحروب بالوكالة. يتعلق الأمر بالصراعات الوطنية التي تتوسع تدريجياً في المنطقة ثم تلفت انتباه المجتمع الدولي العالمي. ثم تلعب بعد ذلك دورًا في مجموعة أوسع من خطوط الصراع الموجودة على المسرح العالمي”.


 


وقال “لهذا السبب من المهم جدًا أن نستقر، وأن ننخرط، وأن نحاول تسوية الصراعات في أقرب وقت ممكن، حتى لا يتم جرها إلى هذا الوضع المعقد للغاية الذي لدينا على المستوى العالمي أو حتى على المستوى الإقليمي. وفي حالة اليمن، تتمثل وساطتي في التأكد من أن الصراع يجد حلاً عادلاً وأن الشعب اليمني يمكن أن يعتقد مرة واحدة وإلى الأبد أن الحرب لن تعود، وأن لديهم إمكانية لتطبيع حياتهم”.


YNP