العناوين:

هل رد الكيان الإسرائيلي على ضربة إيران فعلاً..!

الاتحاد برس :

هل رد الكيان الإسرائيلي على ضربة إيران فعلاً..!


بقلم/ محمد أبو رأس:


علينا أن  ننظر إلى ما حدث اليوم في إيران من عدة زوايا ونطرح مجموعة أسئلة، ماذا جرى ؟ كيف جرى ذلك؟ ولماذا جرى هذا الحدث ؟ وكيف نفهم كل هذا..!


الرواية الرسمية للجمهورية الإسلامية في إيران تقول أن هناك ثلاثة مسيرات صغيرة الحجم تم التصدي لها في سماء أصفهان وهذا الحدث أصلاً لم يكن الأول من نوعه ولا نتوقع أن يكون الأخير..!


إذ ان الحدث عادياً بدليل أننا كنا نسمع عن طائرات شراعية تخترق أجواء البيت الأبيض مما يؤدي إلى إستنفار وتفعيل للمنظومات الدفاعية..!


وبالعودة إلى حدث أصفهان فإن أول من تحدث عنه كان الإعلام الأمريكي حيث أنه هو الذي رواه وهو الذي صنعه وهو الذي قدمه !؟..وقد ظهر لاحقاً أنه لا يوجد أي صواريخ ولا يوجد أي طائرات كانت قد أخترقت الأجواء الإيرانية !؟


وكذلك فإن إسرائيل لم تعلق بأي بيان رسمي أو حتى تغريدات لمسؤولين رسميين إسرائيليين حول ما حدث !؟


إذن ما حدث هناك يحتمل التحليل التالي:


يبدو أن مجموعة صغيرة من العملاء المحليين قد أطلقت مجموعة طائرات صغيرة كمثل التي تستخدم للهواة أو لتصوير المناسبات وذلك أمام الرادارات لتفعيل الإنذارات من أجل صناعة كل هذا الضجيج الذي حصل.


أذن في التحليل يبدو أن أمريكا تريد القول أن إسرائيل قامت برد ما في المقابل، ستقوم إيران  بالتقليل من شأنه وهي أصلاً  لا تقلل فهو لم يحصل كما روج له وهنا نكون أمام روايتان متناقضتان في الشكل والمضمون فتضيع الحقيقة بين من يصدق رواية أمريكا وإسرائيل وبين من يصدق رواية إيران!!؟؟


وهنا تأخذ إسرائيل الرواية التي صنعتها وسُوق لها أمريكياً وتستثمر بالسياسة دون أن تضطر إلى رد خطر على الرد الإيراني..!


في المقابل فان إيران اصلاً لن ترد على ضجيج إعلامي وهنا تكون أمريكا قد أنزلت إسرائيل عن الشجرة ضمن حبكة سيناريو مبدعة!؟


وقد ساعد في تثبيت الرواية الأمريكية تصريحات دول الغرب أمريكا أولاً وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.. بحق إسرائيل للدفاع عن نفسها وبأنهم لا يريدون التصعيد مما يوحي بأن حدث و ردٍ حقيقي قد حصل.


أذن أنه نوع جديد من الحروب تقوده أمريكا حيث يمكن إفتعال حدث صغير وتوظيفه إعلاميا وبتصريحات رسمية غير مباشرة مما يساعد في خداع العالم ولكن هذا الأمر يؤكد أن أمريكا التي كانت تتحكم بالعالم وتجتاح العالم كافغانستان والعراق وكذلك إسرائيل التي كانت تجتاح 6 دول عربية في 6 ساعات وتضرب المفاعل النووي العراقي وتستبيح الأجواء العربية ولا أحد يجرؤ على ردها..!


يضطر هؤلاء اليوم (أمريكا وإسرائيل ) إلى فبركات إعلامية من هذا النوع !!إذن ماذا يعني ذلك؟؟؟؟


١- أن الهيمنة الأمريكية لم تعد كما هي ولم تعد موجودة.٢- أن أمريكا وإسرائيل إنتقلا من الهجوم إلى الدفاع.


واليوم ولأنهم لا يضمنون النتائج بأي حرب مع الجمهورية الإسلامية إيران ويخافون أن يهدموا كل الذي صنعوه بهذه الأمة العربية والذي يضمن مصالحهم فيها ومن خلالها فهؤلاء اليوم لا يجرؤون على أي فعل هجومي بل يلجؤون إلى هذه السرديات وهذا النوع الجديد من الحروب التي تهدف إلى الخداع والتضليل عبر أفلام هوليودية وإخراج محبوك ودقيق.


وإليكم بعض ما يمكن ان يوضح الحالة المستجدة:


قصة الصوص والنسر:


تريد الولايات المتحدة أن تصنع من الكيان الإسرائيلي نسراً قوياً بينما الواقع أن الكيان هو صوص وذلك ما اثبتته الوقائع على الأرض من خلال محاولة فبركة دعاية إعلامية حول ما حصل لذلك فإن محاولة أمريكا جعل ماحدث على أنه خاتمة إسرائيلية أمام العالم وجعل الكيان نسراً بينما الصوص يبقي صوص.


وفي الختام نحن لا نقول أن أمريكا أنتهت ولا نقول أننا ربحنا أمام أمريكا.. فنحن في مواجهة مع أمريكا ونحن في خضم الحرب ويمكن أن نربح جولة ونخسر جولة أخرى ولكن المهم اليوم أن أمريكا تخاف من الحرب مع الجمهورية الإسلامية إيران وتخاف من اليمن وكذلك تخاف من جبهة جنوب لبنان وحزب الله وتخاف من كل محور المقاومة وتلجئ لنمط جديد من الحروب لتحافظ على وجودها في غرب آسيا ولكن اليوم ليست إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت ولكن قد تكون أمريكا أضحت  أوهن من بيت العنكبوت.