العناوين:

الصيادي : كلمات في محراب الذكرى!

الاتحاد برس :

كلمات في محراب الذكرى!


 


 


الاتحاد برس- متابعات .. مقالات 


سند الصيادي


 


لاننا نعلم يقينا ان نهج الامام علي بن ابي طالب لم يكن منهاجا لذاته , بل ترجمة عملية لنهج الرسول الاعظم , لذا فأن اعلاءنا لهذه القيمة  الاساسية والهامة للاسلام ورسالته و رسوله يصبح في حكم الواجب الروحي والعملي الذي تفرضه انتماءاتنا النظرية  للهوية الاسلامية التي لطالما اعتززنا بها وباعتناقها  , ولا يضيرنا في هذا الطريق ان نتلقى كل مصطلحات التشويه والنقد و التجيير لهذه القناعات , أو حتى محاولة جرجرتها الى مربعات الاجتهاد و الخلاف المشروع الذي يصنف بأنه لا يفسد للدين قضية.


 


و على الرغم ان ما وصلنا من إرث  في الجانب الديني  و من وثائق وأدلة على شخص و دور  الامام علي و التوصيات الالهية والنبوية لولايته  كثيفة و مترابطة و غير متناقضة , ومتنوعة بين آيات قرآنية و خطابات واحاديث  نبوية ومواقف و شواهد لا يمكن نكرانها او نقضها بمزاعم نكران مرتبكة و مكشوفة , فأن ما بين ايدينا من شواهد عملية على ضرورة العودة الى هذا الصواب كفيلا بايضاح ما خفي علينا من ارث  و تاكيدا لاثبات ما بين ايدينا من دلائل عجزت مطابع الدجل الفكري والثقافي والاعلامي التابعة لقصور الملك و الحكام عبر القرون المتعاقبة عن طمس حروفها و حبر مدادها , كما عجزت  رغم مسعاها الدؤوب عن وأد كل نفس انتهجتها  وتكميم كل فاه اعلاها ودعاء اليها.


 


وحتى لا نقحم انفسنا في مسار هذه الدلائل على غير سعة في علوم الدين الحق الذي له رجاله من علماء وباحثين , يكفي ان نستحضر الشواهد الدنيوية التي تقودنا في نتائجها اذا ما احسنا المراجعة والتقييم بعقل الحرص و دافع المسؤولية الى هذا النهج كحاجة قصوى  , وما اكثر تلك الشواهد التي تقودنا الى حاجتنا ل علي الرجل والنهج والموقف الذي اراده الله لنا فنارا يقودنا الى طريق الارتقاء الدنيوي قبل الفوز بالحياة الاخرى.


 


الف واربعمائة سنة قمرية والأمة شاردة الذهن , فاقدة للبوصلة , منهكة القوى و مقطعة الاوصال , تتآكل تحت اقدامها الجغرافيا , و تتواهن في سواعدها قوة الدفاع والعمل , وتتلاشى في ادمغتها الدوافع الدينية والوطنية , وتضمحل امامها فرص الخلاص و تطلعات الانعتاق من واقع تتفق جميعها في توصيف مآسيه و عدم لائقية البقاء فيه , استنفذت كل السبل و جربت كل المشاريع , غير انها لم تفلح في عودة الروح الى جسدها الملقى على قارعة المشاريع التآمرية , بقدر ما زادته ذلا و ضعفا و هوانا.


 


 


واذا ما نوينا كأمة مطحونة ان نضع حدا لهذه الرحى التي تستمر في تفتيت وجودنا , فإن امامنا اليوم نماذج واضحة وملموسة من انظمة و حركات المقاومة التي رغم  عزلتها و تكالب الاعداء عليها , إلا انها احدثت فرقا في معادلة الصراع , ونجحت في قلب الموازين , وباتت ككيانات ومشروع تلهم الأمة بشائر النصر , وتمنحها نفس المواجهة و جني ثمار العودة الى مخرجات ذلك اليوم الوداعي  الحاشد لرسول الله في بقيعة الغدير.


 


رأينا بعيوننا  الغير مصابة بقصر النظر و وادراكنا الغير معتل مفاعيل هذا التولي في ذروة الاستهداف الكوني للارادة اليمنية , و كيف وقف الله بصف المستضعفين ناصرا  ومثبتا و محبطا لكل المكائد , و  التي كانت كفيلة باسقاط اي مشروع ناشئ يشابه حالتنا بمعايير المقومات المادية التي لا تكاد تقارن بآلة الاستهداف الضخمة لها , ورغم تلك المعجزات لا يزال الكثير مننا يهوى التجديف  مبتعدا عن السر , باحثا في التفسيرات المضللة على الحقيقة.


 


 


ختاما نقول اننا سنحتفي بهذا اليوم و سنواصل الاجلال النظري و العملي لهذه الشخصية القدوة بنضج الوعي المتراكم و رغبة النجاة الملحة, و برسم العودة لطريق الحق الضامن والآمن , وفي ذواتنا حسرة و أسف على نزف القرون و المراحل الماضية  , فكم هو مؤلما ان يحدث كل  هذا الوجع المفتعل , و تضل تتجرع الأمة سموم الموت بقنينات التداوي  بالجهل والتغرير , فيما الترياق حاضرا في كل مكان وزمان , مهجورا بعمد الشيطان و نزوة الملك والسلطان  الذي لطالما تمثل لنا في شعارات فضفاضة ومصطلحات براقة لم نرى في نتائجها الا المزيد من الضياع والتيه والخسران .